كان الموسم الرياضي المنصرم أكثر المواسم الرياضية خلال مسيرة الكرة السعودية صخباً وإثارة من خلال ما حظي به من قضايا وأحداث مثيرة توالت طوال أيامه لاقى البعض منها أصداء واسعة ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستوى الدولي ومن خلال هذا التقرير سنسلط الضوء على أهم وأبرز القضايا التي شهدتها الساحة الرياضية خلال الموسم المنصرم:
(موبايلي) تعطل الهلال
أشعلت شركة (موبايلي) الموسم مبكراً بعد أن وقعت عقد رعاية حصرياً مع نادي الهلال مخترقة العقد الذي أبرمه الهلاليون مع شركة الاتصالات السعودية ممثلة في (الجوال). وأثأر هذا التوقيع الرأي العام واحتدمت الصراعات بين الأطراف المتنازعة ووصل الأمر إلى تدخل محامي الشركتين بإيصال القضية الى الشرع للبت النهائي في التنازع بين كافة الأطراف بعد أن تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب في فك النزاع في بادئ الأمر بين الشركتين حول حقوق رعاية فريق الهلال وإجازته لعقد شركة (موبايلي) . وقد أحدثت تلك القضية أصداء متعاقبة في الشارع الرياضي وأصبح يهدد الاستثمار في المجال الرياضي بعد تلك القضية وربما قد تشهد الايام المقبلة وتحديداً مع بداية الموسم المقبل حدوث تغييرات ومستجدات جديدة على القضية بعد أن أكدت الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام المختلفة حول تأكيد محامي شركة الاتصالات السعودية بكسب القضية ضد نادي الهلال وشركة (موبايلي) وعودة الحق لأصحابه كما أدعى مطلق ذلك التصريح.
هوساوي الوحدة
بعد أن شارف عقد مدافع المنتخب السعودي الأول ونجم الدفاع الوحداوي أسامة هوساوي على الانتهاء، بادرت إدارة نادي الوحدة لمخاطبة اللاعب بشأن تجديد عقده مع النادي بيد أن العرض المقدم من الإدارة الوحداوية لم يلق استحسان وقبول الهوساوي مما دفعه للبحث عن تأمين مستقبله مع ناد آخر، وبالفعل تم الاتفاق بينه وبين إدارة ناديه على العرض المغري والمسيل للعاب مع الفريق الاتحادي والتفاهم على بنود العقد من جميع الأطراف حول عملية الانتقال وموافقة مكتب رعاية الشباب بجدة على سلامة الانتقال إلا أن الجميع تفاجأ برفض واعتراض لجنة الاحتراف على عملية الانتقال بحجة أن اللاعب وضع على قائمة الانتقال من قبل إدارة ناديه وهو ما يستوجب وضع اللاعب على شكل مزاد بأن يتقدم أكثر من نادٍ بعرض سري مغلق في وقت حددته اللجنة، وأثار ذلك الأمر غضب الإدارة الاتحادية وجعلها تقرر الانسحاب نهائياً من تلك العملية وحينما حل موعد فتح المظاريف لم يكن سوى عرض الفريق الهلالي الذي لم يلق استحسان الإدارة الوحداوية التي عانت من الوعود الشرفية الهلالية السابقة والتي ساهمت في تشتيت ذهن اللاعب ولكن الهوساوي أصر على المغادرة بعد نهاية الموسم للعب للفريق الهلالي.
السالم ولجنة الاحتراف
فتحت قضية انتقال أسامة هوساوي للهلال الباب على مصراعيه حيث استغل ذلك يوسف السالم مهاجم المنتخب السعودي السابق ولاعب فريق القادسية عندما وقع مع الفريق الشبابي عقداً مبدئياً بعد أن تأخرت إدارة القادسية في مخاطبة اللاعب قبل بدء الأشهر الستة الأخيرة من عقد اللاعب وهو ما منح إدارة الشباب حق التوقيع مع اللاعب وسط احتجاجات قدساوية تجاوزت لجنة الانضباط ووصلت لمقام الرئيس العام لرعاية الشباب الذي أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الأمر ولكن القضية حسمت بعد ذلك بجواز اتفاق نادي الشباب مع اللاعب وقررت انتقال السالم شرعياً للعب في صفوف الليث الشبابي بدءاً من الموسم المقبل, وعلى نفس الطريقة وقع عبد الملك الخيبري عقداً مع إدارتي النصر والشباب للعب في صفوفهما بدءاً من الموسم المقبل وأخذت تلك القضية نفس السيناريو قبل أن يصدر قرار بأحقية نادي الشباب باللاعب بعد العقوبة التي صدرت ضده بإيقافه أربعة أشهر.
هروب عزيز
في ظاهرة جديدة على الرياضة السعودية وفي مشهد أشبه بمسلسل بوليسي ارتكب لاعب وسط المنتخب السعودي ونادي الهلال خالد عزيز تصرفاً غريباً من نوعه حينما هرب من معسكر المنتخب السعودي الاستعدادي لبطولة العرب التي أقيمت منافساتها بجمهورية مصر العربية الذي كان يقيمه منتخبنا بالرياض، حيث تمكن عزيز من خداع إدارة المنتخب بطريقة كوميدية عندما وضع بعض (المخدات) تحت اللحاف على سرير نومه ليلاً وفي الصباح وأثناء أداء الجميع لصلاة الفجر اكتشف امره حين تخلف عن أداء الصلاة وعندما تم البحث عنه داخل غرفته تبين انه غادر الغرفة في وقت سابق مقفلاً جواله حيث باءت محاولات إداري المنتخب السعودي الاول فهد المصيبيح بالفشل في الاتصال بعزيز وقد صدر بحقه قرار الإيقاف الشهير الذي لم يدم طويلاً حيث شارك اللاعب مع فريقه في البطولة الخليجية التي أعقبت بطولة العرب.
مسلسل كالون
من أبرز وأهم القضايا التي ظهرت في الموسم الرياضي المنصرم والتي أعقبها قرارات رادعة وردود فعل صاخبة قضية هروب المحترف السيراليوني محمد كالون من الرياض الى جدة بعد ان حضر من اجل التفاوض مع الإدارة الهلالية بشأن احترافه مع الفريق الأول الهلالي حيث حضر ولم يكن قد وقع مع الهلاليين بشكل نهائي وحين اختلف الطرفان حول بنود العقد غادر كالون (على حد زعمه) الرياض متجها إلى جدة ومن ثم إلى مكة لأداء العمرة ليتهم الهلاليون الرئيس الاتحادي (المستقيل) حاليا منصور البلوي بأنه وراء مخطط هروب كالون وانه هو من حرضه على الهروب إلى جدة بل ان البعض اتهمه بأنه هو من وفر له طائرة خاصة للهرب من الرياض إلى جدة ، وكان لتلك القضية تبعات كثيرة كان من أهمها استقالة الرئيس الاتحادي منصور البلوي من منصبه وتكليف جمال أبو عمارة بديلا عنه ومنع الأندية السعودية من التعاقد مع اللاعب محمد كالون مستقبلاً وحرمانه من الدخول للأراضي السعودية. وقد تسببت تلك الاستقالة في إحداث هزة كبيرة على الفريق الاتحادي جعلت الرئيس البديل يناشد الرئيس العام بسلفة مالية وصلت لـ(13) مليون ريال لحل الأزمة المالية التي أعقبت رحيل البلوي, وقد احتلت استقالة البلوي الصفحات الأولى من الصحف السعودية والعربية والبرامج الرياضية في القنوات الفضائية في ذلك الوقت.
عقوبات الانضباط
أصدرت لجنة الانضباط في الموسم الماضي العديد من القرارات الرادعة والحازمة بحق عدد من الأندية واللاعبين ولكن ما تلبث تلك العقوبات أن تستمر حتى نهاية مدتها التي تحددها اللجنة فاللاعب الذي يوقف مباراتين يوقف مباراة واحدة ويلعب التي تليها بحجة انقضاء نصف المدة!! وقس على ذلك جميع العقوبات التي أصدرتها وكان من ابرز تلك القرارات الشهيرة إيقاف المحترف الليبي بصفوف الفريق الهلالي طارق التايب عندما بصق على جماهير مكة المكرمة ليشعل فتيل الأزمة بين جماهير الفريقين الأمر الذي أدى إلى نقل أول مباراة للفريقين خارج أرضهما ومعاقبة التايب بالإيقاف أربع مباريات لم يقض منها سوى مباراتين.
(زغبي) تطرب الهلال
استبشرت الرياضة السعودية خيراً بدخول عالم الإحصاء من خلال التجربة التي قامت بها شركة زغبي الأمريكية لقياس شعبية الأندية السعودية ومستوياتها الجماهيرية إضافة إلى أفضلية اللاعبين على ما صاحبها من جدل، إلا أن اللافت في ذلك الاستفتاء هو غياب أندية جماهيرية رسخت قواعدها في الذاكرة الرياضية السعودية دون أن تمحى باستفتاء أو غيره، وخرجت نتائج الاستفتاء مظهرة أندية أقل جماهيرية وشعبية على مستوى الرياضة السعودية، وحضور أندية لا تشكل نسبة جماهيرية تذكر مقارنة بأندية لها حضورها الجماهيري في حيزها الجغرافي وواجه ذلك الاستفتاء العديد من الاحتجاجات والاعتراضات ضد مصداقية عملية الاستفتاء وطالب البعض بالتحقيق في الأمر كون نتائج ذلك الاستفتاء ربما يكون لها تأثيرها السلبي على استثماراتها المستقبلية مع الشركات المستثمرة في الوسط الرياضي.
(ستة) الشباب الأهلاوية
في حادثة هي الأولى من نوعها في الملاعب السعودية سجلها لاعبو النادي الاهلي في المباراة التي لعبها فريقهم على ارضه ووسط جماهيره امام الفريق الشبابي ضمن ذهاب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال حين تلقى مرماهم ستة اهداف شبابية كانت قابلة للزيادة الامر الذي دفعهم للتحايل على حكم المباراة وادعائهم الاصابة بعد طرد لاعبين من افراد الفريق بالبطاقة الحمراء بتحريض من قائدهم الموقوف في تلك المباراة والذي كان يتواجد امام مدخل اللاعبين وهو موقوف اصلاً !! حين وجه زملاءه بادعاء الاصابة لحفظ ماء الوجه حتى لا تسجل الخسارة برقم يهز كيان وتاريخ قلعة الكؤوس. وقد لاقت تلك الحادثة استغراب واستياء الجماهير الاهلاوية التي صدمت بوضع فريقها ليس في تلك المباراة فحسب وانما على مستوى الموسم بوجه عام.
الاعتداء على مراسل a r t
في اهانة واضحة للعمل الإعلامي بوجه عام في مباراة نهائية وبحضور الرئيس العام لرعاية الشباب وأمام الملأ وفي مباراة منقولة عبر عدد من محطات التلفزة الخليجية والعربية تعرض مراسل راديو وتلفزيون العرب الخلوق بدر رافع لضرب مبرح لا مبرر له من رجال الأمن باستاد الملك فهد الدولي بعد نهاية مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد والذي انتهى بفوز النصر حيث أمر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بتشكيل لجنة للتحقيق في قضية الاعتداء على مراسل شبكة راديو وتلفزيون العرب وتم محاسبة المعتدين على فعلهم, وأعقب ذلك الاعتداء وفي المباراة التي تلتها قاطعت الشبكة استاد الملك فهد الدولي تحديداً كرد فعل على ما بدر من بلطجية رجال الأمن في الملعب وبعد تدخل سلطان بن فهد في الموضوع عاودت الشبكة أعمالها من جديد في هذا الاستاد.
كيتا يشوه النهائي
وكانت آخر قضايا الموسم المنصرم ما ارتكبه المحترف الغيني بصفوف الفريق الاتحادي الحسن كيتا من حماقة وخطأ بحق نفسه وحق فريقه في المباراة التي جمعت فريقه بفريق الشباب على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال عندما تصرف بطريقة مخلة للاداب باتجاه حكام اللقاء ولم يراع أو يحترم الحضور وعلى رأسهم راعي المباراة ورجل الانسانية خادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام فصدر بحقه قرار الإبعاد من السعودية وعدم السماح للأندية السعودية بالتعاقد معه مدى الحياة.
الإثنين يوليو 07, 2008 1:46 am